إبراهيم نصر الله
من مواليد عمّان، من أبوين فلسطينيين، اقتُلعا من أرضهما عام ،1948 درس في مدارس وكالة الغوث في مخيمّ الوحدات، وأكمل دراسته في مركز تدريب عمّان لإعداد المعلمين. 1978 ، عمل في الصحافة الأردنية – غادر إلى السعودية حيث عمل مدرسا لمدة عامين 1976 1996 . يعمل الآن في مؤسسة عبد الحميد شومان إدارة الفنون مستشارا – من عام 1978 ثقافيا للمؤسسة، ومديرا للنشاطات الأدبية فيها. من أشهر أعماله في الشعر عواصف القلب، بسم الأم والابن ، الأعمال الشعرية والروايات : الأمواج البرية ، طيور الحذر وغيرها، وتمت ترجمة روايته "براري الحمى" إلى الإنجليزية، وتترجم إلى الإيطالية والفرنسية.
نشاط قبل القراءة:
| |
ابحثوا عن معلومات أوفر عن الكاتب إبراهيم نصر الله في الموسوعات أو على صفحات الإنترنت وحرّروا فقرة تعرّفنا به من خلالها.. | .1 |
اكتبوا فقرة حول علاقة الحب بالكتابة وكيف يحرّك الحب قلم الكاتب ليخط أكثر النثريات والأشعار إبداعا. | .2 |
مُلخّص الرواية:
شرفة رجل الثلج رواية من ثلاثة أجزاء تعالج قضايا الحرِّيَّة والاستبداد وكيف تعمل الأنظمة على تكسير فوارق الشخص لصهره ضمن مجموعة يكون صوتها واحدا، صوت نعم وصوت الطاعة، ومن ثمّ تكسير كل شخص على حدة، وكأن كلّ شخص، هو خصم وعدو، الشي الذي حوّل الشعوب إلى كتل هلامية غير فاعلة وغير منتمية والأوطان إلى مجرد أمكنة مفرغة من معانيها.
الجريمة شرفة رجل الثلج
كل محاولات الوصول إلى تحقيق صحفي كامل باءت بالفشل. وكادت تعصف بما حققته من منجزات لا يمكن الاستهانة بها، لا لشيء، إلا لأنها منجزات استطعت من خلالها أن أثبت كل محاولات الوصول إلى تحقيق صحفي كامل باءت بالفشل. وكادت تعصف بما حققته من منجزات لا يمكن الاستهانة بها، لا لشيء، إلا لأنها منجزات استطعت من خلالها أن أثبت قدميّ في صحيفة على هذه الدرجة من الاحترام كان موضوع تسرُّب الطلاب بمثابة فاجعة، إذ صدف في ذلك السبت أن فاضت الإعلانات على الصحيفة بصورة غير متوقّعة، ما أدّى أن يقوم المحررون آخر الليل باقتطاع نصف التّقرير تقريبا، ولم تكن هذه هي الفضيحة، إذ نسوا في غمرة انشغالهم بالقصّ واللّصق - في زمن لم يكن هنالك للكمبيوتر أيّ يد في الصحافة، باستثناء عمليات التنضيد – نسوا أن يحذفوا أسماء أولئك الذين اقتطعوا كلامهم من المقدّمة، وبهذا كان يمكن أن تقرأ أسماءهم ولا تقرأ أقوالهم، بل إن المحررين في غمرة اندفاعهم الأهوج انتصاراً للإعلانات وضعوا صورة مدير التّطوير التربويّ، الذي لم يعد له وجود في التقرير!
فضيحة! أدّت إلى أن أتحاشى المرور بمكاتب من قابلتهم لزمن طويل، ولم يكن ينقصني من مصائب أكثر من مصيبة نجاح مدير المخابرات الذي كان وزيراً للتربية في نقل الآنسة ليلى لكي تعمل في مكتبه الجديد.
للحقّ، فكّرت كثيراً في مصلحتها، كي أخفّف من وقع الخبر على نفسي، وقلت: " إنها ستكون هناك أقوى من أيّ مديرة مكتب وزير، بل ستكون أقوى من أيّ وزير في أيّ "وزارة أخرى"! لكنّي في داخلي كنت أرى أنها تنتمي لوزارة الزراعة أكثر من انتمائها لأيّ مكان آخر: فقد كانت بطولها أقرب للسّرو والحور وبتفتحها أقرب إلى الورود، وببياضها أقرب إلى الياسمين، وبذراعيها أقرب إلى الزنبق في البحيرات، وبعينيها المشطوفتين بالضوء أقرب إلى السماء التي تعد الأرض بمطر غزير وبشفتيها أقرب إلى التوت البرّي والكرز الأحمر، وبرموشها أقرب إلى سنابل القمح، وبعنقها أقرب إلى القصب الذي تصنع منه أفضل النايات، وبهمسها أقرب إلى النسيم في الحقول. وبشعرها أقرب إلى ينابيع المياه التي تنحدر شلالات تحيي الحياة في كل حيّ وميّت وبصدرها أقرب إلى الرّوابي الخضراء في ربيع عفيّ.
كان عليّ أن أتوقّف هنا، لأنني أحسست أنني بدأت الاقتراب من المحظور، وليس من اللائق أن تقع هذه الأوراق في يد أحد ذات يوم، فيرى فيها حبّا غير عذري كان يعصف بي، بعد أن اكتشفت "جميلة" ما كنت أحسبه سرّا لن يصل إليه أحد!
لكن الأهم من ذلك، أنني اكتشفت قدرتي على الكتابة بعد أن رحلت متتبّعا جمال الآنسة ليلى، بل وأحسست وليعذرني الأستاذ على أنني لم أكن بحاجة لقصيدته، لو كنت أعرف الآنسة ليلى في تلك الأيام، وبهذا وصلت إلى قناعة قد لا تعجب الكثير من الشعراء، وهي أن الشّعر ينبع أولا من الخارج ويصبّ في داخل الشّاعر الذي ما يلبث أن يكتبه وكأنه هو صاحبه، وفي هذا الأمر نوع من سرقة الجمال وادّعائه للنّفس، أي أننا كلّنا نسطو على ما ليس لنا، نسطو على بدائع خلق الله!
حين وصلت لهذه الفكرة، التي لو لم أدوّنها لنسيتها بالتأكيد، أحسست أن انتحالي لقصيدة )نهار جميل( ليس أكثر من استعارة شيء من النهار الجميل نفسه، لا من شاعرها. لكن هذا الرّأي لم يصمد طويلا بعد ذلك، حين اكتشفت أن كلّ الجرائم والأحداث المتناثرة حولي، والتي تحيط بي إحاطة السّوار بالمعصم كما يقال، ليست كافية لأن أكتب خبرا واحدا أقفز به للصّفوف الأولى في عالم ا...